روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | دراسة فقهية تؤكد...زكاة الجاه فريضة غائبة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > دراسة فقهية تؤكد...زكاة الجاه فريضة غائبة


  دراسة فقهية تؤكد...زكاة الجاه فريضة غائبة
     عدد مرات المشاهدة: 2617        عدد مرات الإرسال: 0

من النعم التي تستوجب الشكر‏،‏ نعمة الجاه‏،‏ ونعمة المنصب‏،‏ إذ إنها هبة من الله تعالي‏،‏ إمتن بها علي صاحبها ليقوم بخدمة البلاد والعباد فيما هو صالح لهم في معاشهم ومعادهم‏،‏ فبها يستطيع صاحب الجاه أو صاحب المنصب أن يفعل الخيرات‏،‏ وأن يكتسب المكرمات‏،‏ وينفع الناس بتفريج كرباتهم، وتخفيف عناء المكلومين منهم، والعطف علي اليتامي والأرامل وذوي العاهات والمحتاجين، فكم من شخص روي لنا التاريخ -بل وعاصرناهم- قد خلدوا ذكرهم ومآثرهم الحميدة بسبب سعيهم في فعل الخيرات ونفع الناس، فسخروا جاههم، ومناصبهم، ومالهم، في كل خير، ولا يزال الناس يدعون لهم بالأجر والمثوبة، ويذكرونهم بكل خير في المجالس واللقاءات، مع ما ينتظرهم من الجزاء الأوفي، والثواب الأعظم عند الله تعالي الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا.

هذا ما أكدته دراسة حديثة للدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الديار المصرية، طالبت بضرورة نشر وإحياء زكاة الجاه، بإعتبارها فريضة غفل عنها كثير من أصحاب الجاه والمناصب في الوقت الحالي، وأوضحت الدراسة أن تطبيق هذه الفريضة، يقضي علي أمراض القلوب والصراع الطبقي في المجتمع، ويحقق التكافل والتكامل الإجتماعيين، ويدعم قيم إنتماء والولاء للوطن.

ويقول الدكتور مجدي عاشور، ان الله تعالي قال في قرآنه الكريم وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، ومما أنعم الله به علي الإنسان المسلم أن يكون ذا منصب وجاه، مما يستوجب حمدا لله تبارك وتعالي علي هذه النعمة، وذلك يكون بأحد أمرين:

الأمرالأول: أن ترجع الفضل فيه إلي الله تبارك وتعالي قال سبحانه وما بكم من نعمة فمن الله، لا أن تكون كقارون فتقول إنما أوتيته علي علم عندي،

الأمر الثاني: هو ما يسميه العلماء بـ زكاة الجاه، ومعناها، إعانة الغير لجلب منفعة أو دفع مضرة، وفيها يقول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر علي معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».

وينسب للإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، كلام حسن في هذا فقيل علي لسانه: زكاة العلم نشره وبذله لمستحقه وإجهاد النفس في العمل به، وزكاة الجاه بذله، وزكاة الحلم الإحتمال، وزكاة المال الإفضال، وزكاة القدرة الإنصاف، وزكاة الجمال العفاف، وزكاة الظفر الإحسان، وزكاة البدن الجهاد والصيام، وزكاة اليسار بر الجيران وصلة الأرحام، وزكاة الصحة السعي في طاعة الله، وزكاة الشجاعة الجهاد في سبيل الله، وزكاة السلطان إغاثة الملهوف، وزكاة النعم إصطناع المعروف.

وبينت الدراسة أن زكاة الجاه أو الشفاعة الحسنة، لها مكانة واهمية في الاسلام، وقد بلغ حث النبي صلي الله عليه وسلم عليها، أن قدمها علي بعض السنن من العبادات كالاعتكاف فقال عليه الصلاة والسلام «لئن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي هذا».

¤ الشفاعة والوساطة:

وأكدت الدراسة أن هناك فرقا بين الشفاعة الحسنة والسعي في قضاء حاجة الناس وبين الوساطة المذمومة، فمساعدة إنسان للوصول إلي حقه وقضاء حاجته، أو دفع الظلم عنه، أو الإصلاح ما بينه وبين الناس، هي الشفاعة الحسنة التي وردت في قول الله تعالي: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها}، وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: «إشفعوا تؤجروا ويقضي الله علي لسان رسوله ما أحب، في حين أن الوساطة بالمعني المعروف اليوم هي ما فيها توسط يؤدي إلي الإعتداء علي حقوق الآخرين أو ظلمهم، كتقديم شخص علي غيره في إستحقاق، أو إعطائه ما لا يستحق، أو الإضرار بالمصلحة العامة، فإنها محرمة شرعا لعموم قول الله تعالي: {ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله علي كل شيء مقيتا}. وليس من الشفاعة من يتوكل عن غيره ويستعمل جاهه في إستخلاص حق، أو متابعة معاملة وقضية ونحو ذلك، ويأخذ عليها أجرا فيقول مثلا: أعطني كذا وأنا أستخلص حقك أو أنهي معاملتك بجاهي ومعرفتي، فهذا العمل جائز إذا كان في مجال مباح، ولم يكن فيه رشوة لموظف، ومن هنا لا يأخذ حكم الشفاعة فتجوز فيه الأجرة والهدية، ولا يدخل في قسم الشفاعة الحسنة، إذ لم يقصد به الإحسان ولا المساعدة، وقد لا تكون هناك علاقة تعاقد بين من قام بهذا العمل وبين صاحبه، كما هو الحال بين الشافع والمشفوع له.

الكاتب: خالد المطعني.

المصدر: جريدة الأهرام اليومي.